غدا يوم جديد

«(...) لماذا أقول لك هذا؟ لا أدري. أو أدري... أحببت أن أعري كل الذين عرفتهم في حياتي لا لأفضحهم، لا، وإنما لأراهم من جديد، أحياء، أمامي : أريد أن أرى عزوزا، الحاج أحمد، بين قوسين : لست أدري لماذا وصفني بالمعزة ؟ من أين له أن يعرف كيف كنت ؟ هو لم يرني إلى اليوم! أقفل القوسين. أريد أن أرى الحبيب. أريد أن أرى قدورا صامدا للعذاب كالدهر! لايتزعزع.

أريد أن أرى المحطة. أن أرى ظلي وراء الحاج أحمد بلا غاية. أريد أن أرى القرية، محمدا بن سعدون، الرعاة، البنات، الرجال، النساء. أريد أن أرى الشامبيط، القائد، ابن القائد. ذلك الطفل الذي صار رجلا وأكبر من رجل! هل تعرفه ؟ إنّه هو الذي ربط بين ماضيين: ماضي الوطن وماضي الاستعمار، ثم جمع بينهما مع الجامعين فأصبحت الجزائر وطنا بعدما جعلها الاستعمار جزائر، نسيتها أمها الكبرى في عرض البحر » !